رأى مراقبان فلسطينيان أن اكتشاف إسرائيل نفقا يمتد من قطاع غزة، باتجاه أحد
مواقعها العسكرية المحاذية للقطاع، عاملا قد يعجل من "المواجهة الحتمية"، بينها وبين حركة حماس، التي تدير غزة.
وقال المحلل السياسي مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، "إن المواجهة الشاملة بين حركة حماس وإسرائيل "حتمية".
لكنه أضاف:" توقيت هذه المواجهة مرتبط بتطورات عسكرية ميدانية، واكتشاف اسرائيل للنفق الأخير يعزز من التوجه نحو هذه المواجهة".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، عن اكتشاف نفق حفر من قرب الحدود الشرقية لجنوب قطاع غزة ويتوغل مئات الأمتار داخل الأراضي الإسرائيلية.
وقال الناطق باسم الجيش بيتر ليرنر: إن "النفق يتوغل مئات الأمتار في الاراضي الاسرائيلية وبناءه كان بهدف تنفيذ هجوم ارهابي".
وأقرت "القسام" بمسؤوليتها عن حفر النفق، الذي اكتشفه الجيش الإسرائيلي، جنوب قطاع غزة.
وقال أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، في مؤتمر صحفي عقده في غزة، الخميس:" النفق الذي أعلن العدو عن كشفه، لم يأت جراء انجاز استخباراتي وأمني، بل انهار بسبب الأمطار، ولم يعد صالحا للعمل".
وأوضح أبو سعدة، أن إسرائيل "تدرك قوة حماس العسكرية سواء فيما يتعلق بالمنظومة الصاروخية التي تطورها، أو بشبكة الأنفاق".
وأضاف:"هذا الأمر يعزز من توجّه إسرائيل لمواجهة حماس عسكريا، بهدف إضعاف قوتها".
وتابع:" لا يمكن لإسرائيل السماح، بإبقاء حماس قوية عسكريا، بشكل يهدد أمنها القومي، وأمن مستوطناتها المحاذية للقطاع، سيما بعد إكتشاف نفق قريب من أحد المستوطنات المحاذية لجنوب غزة".
وفي المقابل، لفت أبو سعدة إلى أن المفاجآت التي تكشفها حماس حول قوة المقاومة بغزة، وقدرتها على اختراق الداخل الإسرائيلي عبر الأنفاق الأرضية، تؤكد على أنها تستعد أيضا للمعركة المقبلة مع إسرائيل.
ويستبعد أبو سعدة، إقدام إسرائيل على إعادة احتلال قطاع غزة، بالكامل، معتبرة التهديدات بهذا الشأن ليست سوى "فقاعات هوائية".
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال بيني جانتس، قد هدد في تصريحات صحفية باجتياح قطاع غزة بالكامل، قائلاً:" لا مناص من احتلال قطاع غزة كاملاً إذا كانت هناك رغبة بوقف كلي للصواريخ التي تطلق على البلدات اليهودية المحاذية".
وقال أبو سعدة:" إسرائيل لو أقدمت على هذه الخطوة، ستضطر بإبقاء وصايتها على القطاع، وهذا ما لا تريده إسرائيل في الوقت الراهن".
ويتفق المحلل السياسي توفيق أبو شومر، الكاتب السياسي في صحيفة "الأيام" الفلسطينية، مع أبو سعدة، فيما ذهب إليه.
ويقول لوكالة الأناضول للأنباء:" لا يمكن لإسرائيل في المعركة القادمة المؤجلة، القيام بعملية برية ضد غزة لأن استراتيجة الحصار المفروض على القطاع تشكل أكبر مصلحة لإسرائيل".
وأوضح أن اجتياح إسرائيل للقطاع سيضع إسرائيل في موضع "الوصي"، وبالتالي هذا الأمر يتطلب من إسرائيل تكلفة باهظة لا تريد أن تدفعها في ظل التطورات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، وتعثر المفاوضات الفلسطينية، وتخوفها من الملف النووي الإيراني.
ويرى أبو شومر أن التهديدات الإسرائيلية بإعادة احتلال قطاع غزة، هي بمثابة "رسائل تدعو المقاومة بالتوقف عن تصعيدها العسكري الخفيّ تحت الأرض (الأنفاق).
وأضاف:"التهديدات تصنّف ضمن الحرب النفسية التي تشنّها إسرائيل ضد قطاع غزة".