مبادرة لتزويج اللاجئات السوريات تثير غضب حرائر الشام
"لاجئات سوريات للزواج في كل من المغرب، ومصر، وتونس، والجزائر، والسعودية، والأردن، واليمن، والبحرين، وقطر، والإمارات"..بهذا الإعلان دشنت صفحة على موقع الفايبسوك ما قالت إنها خدمة إنسانية تُقدم لستر عرض اللاجئات السوريات في البلاد العربية.
وأفادت الصفحة الفايسبوكية ذاتها، التي نشرت صور بعض أولئك اللاجئات، بأنها تحاول من خلال هذه المبادرة أن تساعد الشباب العربي على الزواج من لاجئات سوريات، مشيرة أن هناك فتيات لاجئات في جميع أنحاء الوطن العربي، ومن جميع الأعمار والأديان، وكل ما يرغبن به هو الستر فقط".
واشترطت الصفحة، التي أثارت جدلا واسعا بمجرد إطلاقها قبل أيام قليلة، أن لا يكون الرجل الذي يرغب في التقدم للزواج بلاجئة سورية أن يكون مسنا أو كهلا يبحث عن فتاة العشرين عاما، وأن يكون غرضه ستر المرأة السورية وإعفافها".
وشددت الصفحة الفايسبوكية على أن الهدف هو "التوفيق على إقامة الحلال على سنة الله ورسوبه، بما لا يهين إخوتنا المؤمنات"، موضحة أن هذا "لا يمس الحرائر بمكروه أو تشويه، وسيتم من خلال أئمة مساجد تم الاتفاق معهم بالفعل ببعض العواصم العربية".
والطريقة، وفق ذات المصدر، أن يبعث الراغبون من الجنسين رسالة خاصة على الصفحة، وسيتم توفيق طلبات الطرفين، وسيكون التعامل بسريه تامة حفاظا على الخصوصية"، معلنة أنه سيتم نشر طلبات للإناث تحمل تفاصيل عن العروس مع مراعاة المحافظة على السرية".
وما لبثت أن ظهرت هذه الصفحة حتى عرفت رواجا كبيرا بين رواد الفايسبوك، لكن أيضا لاقت انتقادات واسعة وطلبات كثيرة بحذفها وُجهت إلى إدارة الموقع التواصلي، حيث اتهم نشطاء الواقفين وراء الصفحة بكونها تسيء إلى كرامة المرأة العربية بصفة عامة، والسورية بشكل خاص.
وتدخلت سوريات للتأكيد على أنهن لسن بحاجة للزواج بهذه الطريقة المهينة، لكونهن أرقى وأشرف من أن يتم بيعهن بلباس خادع اسمه الزواج في خضم الحرب الطاحنة التي تشهدها سوريا، مبرزات أنهن يحتجن أكثر إلى جرعات من الكرامة الإنسانية والحرية لبلدهن.
واعتبر نشطاء أن إعلانا يهم الزواج بلاجئات سوريات يعد بمثابة جريمة في حق حرائر سوريا، باعتبار وجود العديد من اللاجئات قاصرات من حيث السن، منا يعاقب عليه القانون، مؤكدين أن الأصل هو الوقوف بجانب هؤلاء اللاجئات بمد يد العون في المأكل والمشرب والمسكن والكرامة.