في الصباح الباكر من هذا اليوم 14 ماي 2014انتهكت حرمة ملحقة ثانوية ابن الهيثم الاعدادية (مدرسة أنوال)، وتم الاعتداء على التلاميذ و الشغيلة التعليمية بهذه المؤسسة بتعريض إدارتها وحجراتها و ممتلكاتها للتخريب و السرقة من قبل عناصر مجهولة الهوية…، فعل إجرامي نتأسف لوقوعه وما يقع لمدارسنا العمومية التي أصبحت عرضة للسرقات من طرف متشردين أو منحرفين اتخذوا من هذه المؤسسات ملجأ للمبيت وهدفا للسطو على ممتلكاتها كلما وجدوا الفرصة لذلك، ونتأسف كذلك على وضع مؤسساتنا التعليمية التي لم تعد تحظى بأي احترام من طرف المجتمع المدني الذي تنكر لها ولتاريخها ودورها في التنشئة والتربية، رغم الصعوبات والإكراهات، ناسين أو متناسين أن أجيالا تربت وترعرعت بين أحضان هذه المؤسسات ، بعض تلاميذتها ممن فشلوا في الدراسة وانحرفوا عنها وعكسوا سلوكهم نحو مؤسساتهم الأصلية ، حتى أن الكثير من السرقات يقوم بها التلاميذ القدامى لهذه المؤسسات، وقد رجح بعض الأطر العامل بالمؤسسة المسروقة ان يكون الفاعلين تلاميذ فاشلين منحرفين لازالوا يتابعون دراستهم بها.
فالمؤسسات التعليمية التي لا تتوفر على الحراسة الليلية سواء كانت بالوسط الحضري أو القروي ، أصبحت مهددة أكثر من وقت مضى ، خاصة أن الوزارة الوصية من خلال البرنامج الإستعجالي وفرت للمؤسسات التعليمية وسائل وتجهيزات تقدر بالملايين ، في إطار جمعية مدرسة النجاح قصد توفير الوسائل اللازمة للإنجاح البرنامج الإستعجالي ، كما أنها ضخت أموالا مهمة في السنوات الأخيرة من أجل للصيانة و تفعيل الأندية التربوية وكذا اقتناء لوازم للحفاظ على السير العادي للعملية التعليمية التربوية ، إضافة إلى أنه تم تجهيز كل إدارة تربوية بحاسوب محمول وطابعة وتلفاز مسطح من نوع (LG32 ) و حقيبة تربوية تضم حاسوب و عاكس للأشرطة ، كل هذه الأجهزة أسالت لعاب المتربصين بالمدرسة العمومية ، حيث تمكنت مجموعة من المجرمين من سرقة العديد من المدارس بعد تكسير الأبواب الداخلية لإداراتها والسطو على بعض التجهيزات ذات القيمة المالية المهمة، نموذج مستودع نيابة جرسيف في الشهور القليلة الأخيرة.
إدارة المؤسسة، وبعد هذا الحادث الاجرامي قامت بالاتصال بالنيابة الاقليمية، ليحضر السيد النائب الاقليمي على الفور إلى عين المكان ومعاينة حجم الخسائر المادية التي تعرضت لها حجرات المؤسسة بعد إحراق عدد من الوثائق وإتلاف أخرى، وكتابة بعض الجمل المخلة للحياء على جدران الأقسام، تعكس حجم الكراهية التي يكنها هؤلاء المجرمون للمدرسة العمومية ولأطرها التربوية.
نائب نيابة إقليم جرسيف وبعد ان ربط الاتصال بالمصالح الأمنية وإخبارهم بالواقعة، جعل من المناسبة فرصة للتواصل مع تلاميذ الملحقة، قصد الرفع من معنوياتهم وتحفيزهم على التحصيل الدراسي بعيدا عن ما من شأنه التأثير على مسارهم التعليمي، ولفت انتباههم إلى مجموع المخاطر التي تتربص بهم لإلهائهم عن دورهم الحقيقي في هذه المرحلة من عمرهم والمتمثلة في الجد والمثابرة ومقاومة مجموع الاغراءات التي قد تجرهم إلى طريق الانحراف.
فما هذه الكراهية لمؤسسات عمومية تعيش أصلا تمزقا وتشردما، لتجد يدا غادرة تعبث بها وتتركها عارية خالية ؟ وما هذه النماذج من الشباب الذي خيب كل الآمال المعقودة عليه وخرج عاصيا قاسيا لا رحمة ولا شفقة تسود قلبه الذي ملأه بالعدوانية والانتقام ؟. شباب ينتقم من نفسه قبل أن ينتقم من مؤسسته ، ألا يساهم الآباء عن طريق غياب لا مبرر له وقلة التتبع والتهاون ، ليجدوا فلذات أكبادهم قد تحولوا الى قطاع الطرق؟
عناصر الأمن الوطني الذين حرروا محضرا في النازلة، لا شك أنهم سيتوصلون لا محالة إلى الجناة، وعرضهم على أنظار النيابة العامة التي ستقول كلمتها، حتى يكونوا عبرة لكل من سولت له نفسه العبث بمؤسسات عمومية يستفيد من خدماته المئات من ابناء الشعب بهذا الاقليم.